بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 يوليو 2009

بعيدا عن الجانب الديني .. صناعة السينما في السعودية تجربة فاشلة مقدما !


عندما أقول : بعيدا عن الجانب الديني لا أقصد تحييد هذا الجانب بل تنزلا مع الطرف الآخر الذي يرى أن السينما ليست محرمة !لو نظرنا للدراما في الوطن العربي فسنجد أنها تتركز في أربعة مناطق هي : الخليج ومركزها الكويت مع حضور قطري وسعودي كبير في الإنتاج ومشاركة خليجية جماعية في التمثيل المغرب العربي مع تميز لتونس سوريا مع مشاركة ضخمة للأردنيين في أعمالهم لدرجة الخلط بينهم وبين السوريين فكثير من الممثلين والمخرجين في الأعمال السورية أردنيين مصر وهي زعيمة الفن العربي باقي الدول العربية الدراما فيها ضعيفة جدا وليس لها جمهور حقيقي إلا في بلدها أو ما جاوره من بلدان ومنها الدراما السعودية ما سبق يتعلق بالدراما التلفزيونية ولكن لو جئنا للسينما فليس لها وجود حقيقي سوى في مصر ونوعا ما في تونس والجزائر والمغرب ولكن بدعم فرنسي وحضور مكثف للعنصر المغاربي المغترب في فرنسا أما باقي الدول العربية فكانت لها محاولات لكن لم تنجح مثل الكويت وسوريا والسعودية لطلال مداح رحمه الله ومحمد عبده والسؤال كيف تطورت الدراما في الكويت وسوريا تلفزيونيا وبقيتا متخلفتين سينمائيا ؟ هناك كتاب وممثلون ومخرجون فلم لا توجد لهم أعمال سينمائية ؟كيف تميز المخرجون السوريون - ومعهم الأردنيون - في الإخراج التلفزيوني بتقنية الصورة السينمائية وهو أحد عوامل نجاح أعمالهم جماهيريا وليست لهم بصمة سينمائية ؟الجواب : أن السينما صناعة تحتاج لعوامل كثيرة فنية وتقنية لا تتوفر بالقدر الكافي سوى بمصر لخبرتها الطويلة وفي المغرب العربي للدعم الفرنسي ما سبق يجعل من يرى محاولات من يسمون ممثلين سعوديين بتقديم أعمال سينمائية يسخر من هذه الأعمال - فنيا - فهم لم يصلوا بعد لصناعة دراما تلفزيونية تمتلك القدر البسيط من الإبداع والقدرة على المنافسة خليجيا فضلا عن المنافسة عربيا ! وحتى طاش ما طاش ليس مسلسلا بل هو برنامج تمثيلي سقط في التكرار للشخوص والمواضيع وعند محاولة أبطاله تقديم مسلسل مترابط انكشفت عورتهم التمثيلية وظهر ضعفهم الفني في مسلسلهم الضعيف ( عيال قرية)وزملاؤهم الآخرون لم يقلوا عنهم سوءا وضعفا ومن أعجب بأعمالهم أعجب بنكتهم السامجة وتصرفاتهم البلهاء بل إن أعمالهم لا ترقى حتى لأعمال المقاولات في سوريا ومصر المعروفة بضعفها وتفاهتها وغرضها التجاري البحت كيف لوسط درامي لم يضع أي أساس لصناعة دراما تلفزيونية حقيقية :كتاب مميزون بعدد كاف وممثلون ومخرجون وفنيون وشركات إنتاج وتسويق بل ونقابة فنية كيف لوسط فني يفتقد لكل هذا وتعتبر الدراما التلفزيونية لديه متخلفة جدا وجالبة للسخرية من ضعفها وتهافتها أن يفكر منسوبوه في صناعة سينما محلية ؟إن حالهم يشبه من رسب في اختبار الكفاءة المتوسطة ثم أصر على التقدم لدراسة الدكتوراة ! فلن يجد سوى الضحك والاستهزاء من لجنة الاختبار أيها الممثلون السعوديون لن تنجحوا حتى في الدراما التلفزيونية لأنكم بداية لا تمتلكون الموهبة ولا الحضور الذي يؤهلكم لذلك ولا تمتلكون مخرجين ولا كتابا محليين واللجوء للإخوة العرب لن ينفعكم والأهم أن المجتمع الذي تظنون أنه يشجعكم ويصفق لكم يحتقركم في أعماق نفسه ولن تجد وسطا فنيا محتقر اجتماعيا كالوسط الفني السعودي ولذلك لن تجدوا أجيالا فنية متتالية تثري الساحة الفنية ولن تحلموا بمعاهد فنية ولا بمجتمع يرضى بتشخيص واقعه - بوضوح وجرأة - كما في مصر وسوريا ولن تعدو أعمالكم أن تكون استهبالا وتهريجا لاستدرار الضحكات دون أي مضمون أو منفعة !باختصار السينما السعودية - فنيا - بدري عليها كثير وخطوة متعجلة جدا ومرحلة أكبر من قدرة الوسط الفني على القيام بها فهي تجربة فاشلة مقدما والدافع لها ليس فنيا ولكن بغرض تغيير ثقافة المجتمع والعبث بأخلاق أبنائه وتعزيزا لما أحدثته الفضائيات من كوارث أخلاقية واجتماعية فيهإن كل عاقل لا يرى فيما يجري في مجتمعنا اليوم إلا صورة مصغرة طبق الأصل لما جرى في مصر قبل أكثر من مئة عام وتذكروا أن السينما والمسرح ظهرا في مصر على أيدي فنانين يهود ونصارى من لبنان وأوروبا أما من يقول أن السينما قادمة وعلينا استثمارها فهذا كلام مثالي يكذبه الواقع فالفن الموجه دائما فاشل وحتى لو بدأت السينما عندنا نظيفة وذات سوية فنية عالية فإنها لن تستمر وستنحدر لا أخلاقيا مع مرور الوقت والإذاعة والتلفزيون أكبر دليل على ذلك راجعوا الضوابط الصارمة لما يبث فيهما التي تزامنت مع إنشائهما وانظروا لواقعهما اليوم !لن أوجه نصيحة فالناصحون قبلي وبعدي كثيرون لكن أقول :أقنعونا في البداية بقدرتكم على صنع دراما تلفزيونية منافسة لنقتنع بقدرتكم على صناعة فلم سينمائي ناجح وبأيدي سعودية مئة بالمئة ولن تستطيعوا ! فاحفظوا ماء وجوهكم على الأقل وتكفينا سماجة وفضائح تمثيلياتكم التلفزيونية التافهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق