بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 أبريل 2010

رد على اتهامات شذى الجنوب لطلبة العلم المشاركين في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية

الأخت شذى الجنوب أشكر لك حماسك وغيرتك المحمودة لكن أطالبك بالعدل مع المخالفين لك ماداموا ضمن النسيج الإسلامي وعبد العزيز قاسم أحد أبناء هذا النسيج مهما اختلفنا معه . لا أعني ألا تنتقدي قاسم أو غيره أو تبيني أخطاءه لكن أن تتفرغي تقريبا له فلا أقرأ موضوعا لك منذ شهور إلا والقاسم والحديث عنه مضمونه ومحتواه الرئيسي !! وكأنه المحرك الرئيسي والرأس المدبر لكل ما يجري في المجتمع !
قاسم إعلامي اكتسب - نتيجة عمله في الإعلام - صداقة العديد من العلماء وطلبة العلم والمثقفين من أطياف مختلفة واستطاع بذكائه وسعة صدره وإيمانه بمبدأ الحوار أن يكسب تقديرهم ومحبتهم لشخصه ومسارعتهم إلى المشاركة في برامجه ومجموعته
كل ما فعله قاسم أنه طرح قضايانا الوطنية التي كانت تناقش في الخفاء وأظهرها للعلن لتصبح حديث الناس وساهم في زيادة الوعي الثقافي والفكري عندهم وكل منصف يعلم أن الصوت الإسلامي خاصة السلفي هو الأعلى والأقوى حضورا في برامجه ومجموعته وهو المنتصر دوما في كل الحوارات والسجالات وهذا لم يكن ليحصل لولا مشاركة طلبة العلم وحضورهم وتفاعلهم القوي فكيف تتهمينهم بالتقصير بعد كل هذه الجهود الكبيرة المبذولة من قبلهم ؟
أنت - بارك الله فيك - ترين عدم إتاحة الفرصة نهائيا لليبراليين والشيعة والصوفية للظهور في وسائل الإعلام وطرح أفكارهم وهذا كنت سأوافقك عليه قبل عشر سنين عندما كان صوتهم مقموعا لكن فتح لهم المجال في السنوات القليلة الماضية وأصبح من المحتم مواجهتهم ومقارعتهم وأيهما أفضل في نظرك أن يطرح هؤلاء أفكارهم في المنابر الثقافية والإعلامية التي في الغالب تحظر مشاركة طلبة العلم فيها وبالتالي يؤثرون على أفكار المجتمع أم تتم مواجهتهم وكشف باطلهم والرد عليهم ؟ وهذا ما نرى قاسم يقوم به وما نرى تأثيره الإيجابي على عوام الناس
أنا أشبه جهود قاسم بجهود قناة المستقلة التي طرحت قضايا عقدية وفقهية حساسة جدا وأقامت المناظرات المشهورة بين السلفيين وبين الشيعة والأشاعرة والصوفية والزيدية والليبرالية وغيرهم فصوت من انتصر في النهاية ؟ ألم يكن الصوت الإسلامي السلفي ؟
نحن نعيش في زمن شئنا أم أبينا لم يعد فيه مجال لقمع الآراء أو خنق الأصوات فهذا توجه غالب الحكومات اليوم سواء كان ذلك برضى وقناعة منها أو نتيجة لضغوطات دولية عليها والواجب على طلبة العلم استثمار هذا التوجه واهتبال كل فرصة تسنح لهم لعرض أفكارهم ونشر دعوتهم وليس الانكفاء على الذات أو التواجد في مواقع ليس لها ذلك الانتشار او التأثير في المجتمع
من خلال متابعتي للمجموعة لم أر أي تقاعس من طلبة العلم فيها في إظهار الحق أو الإنكار على الأخطاء وأصحابها بما في ذلك انتقاد قاسم نفسه والذي تظل أعماله مجرد اجتهاد منه قابل للصواب وللخطأ

قبل رئاسة مجلة رؤى بغرض التخفيف من شرها ويرى الانفتاح على الأطياف الفكرية المختلفة في المجتمع بغية احتوائها والبحث عن نقاط اجتماع وتوافق تنزع فتيل المواجهة والفتنة ويرى أن تكون للشيعة في السعودية مرجعية رسمية هنا بغرض ربطهم بالبلد ومنع استغلالهم سياسيا من قبل إيران وليكونوا تحت المسؤولية عن كل موقف يصدر منهم وكل هذا اجتهاد منه وافقه عليها البعض وخالفه كثيرون ولك الحق في الاختلاف معه بل أنا شخصيا أختلف معه في هذا كله فأنا لا أعارضك في انتقاد الرجل والاختلاف معه لكني أخالفك في تخصصك وتفرغك لانتقاده وإساءة الظن به وإعطائه حجما أكبر من حجمه وكأنه زعيم التغيير ونشر العلمنة في البلد بل وكأنه قاسم أمين في زمانه وهو مجرد إعلامي يستثمر هذا الانفتاح الثقافي والفكري والإعلامي ليقدم سلسلة من الحوارات والسجالات كان فيها الأقرب إلى التوجه الشرعي والسلفي منه إلى أي توجه آخر !
إن من يشارك قاسم في مجموعته وبرامجه نخبة من العلماء وطلبة العلم هم مشائخنا وسادتنا نثق بعلمهم وحكمتهم وأنهم لن يجاملوا أحدا كائنا من كان على حساب دينهم وعقيدتهم فليتك تحسنين الظن وتقدمينه في كل نقاش لك مع إخوانك وتلتزمي بالتوجيه الرباني العظيم ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وهذا مع غير المسلمين فما بالك بالمسلمين بل فما بالك بمن هو محسوب على التيار الإسلامي ؟! فالغلظة والشدة لا تكون إلا مع المبتدعة والكفرة المعاندين فاطرحي آرائك وأفكارك وصححي الأخطاء التي ترينها وبيني الحق الذي تعتقدينه ونحن معك ونستفيد مما تكتبينه لكن أشفقي على إخوانك وارحميهم وكوني أشد رغبة في هدايتهم من الرغبة في إسقاطهم وتشويه صورتهم
هدانا الله وإياك للحق ونفع بك وبقلمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق